كيف تعمل الرئتان

كيف تعمل الرئتان

الحقائق:-

رئتاك موجودتان على كلا جانبى القلب وتشغلان الحيز الداخلى من صدرك . عند الشخص البالغ تزن كل رئة حوالى رطل

والرئة اليمنى أكبر بقليل من الرئة اليسرى وذلك لوجود زيادة فى الحيز . أما الرئة اليسرى فأنها تتقاسم الحيز مع القلب .

يغطى كل رئة نسيج من طبقتين رقيقتين ويدعى الغشاء الجانبى . عند التنفس تنزلق هاتان الطبقتان أو الغشاءان للأمام وللخلف فوق بعضهما البعض ليسمحا بتمدد أو انقباض الرئتين .

تتكون الرئتان من فصوص ، ثلاثة على الجانب الأيمن واثنان على الجانب الأيسر .

تبدو الرئتان من الداخل كقطعة أسفنجية كبيرة . وهما عبارة عن كتلة من أنابيب دقيقة تنتهى أصغرها إلى أكياس

هوائية دقيقة تدعى حويصلات .

من المدهش أن عدد هذه الحويصلات يبلغ 300 مليون حويصلة أو ما يقارب ذلك بحيث أننا لو بسطناها على الأرض فستغطى مساحة تعادل تقريبا ملعب كرة مضرب .

لهذه الحويصلات جدران رقيقة جدا تلتقى مع أدق الأوعية الدموية التى تسمى شعيرات .

يحمى القفص الصدرى الرئتين ، وتوجد بين الضلوع عضلات أساسية لعملية التنفس . توجد أسفل الرئتين عضلة قبيبية الشكل تسمى الحجاب الحاجز وهو يفصل الصدر عن البطن . كما انه يساهم أيضا فى عملية التنفس .

لماذا نتنفس ؟

تحتاج كل أعضاء جسمك إلى أكسجين من الجو لكى تبقى على قيد الحياة . ويحمل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم بواسطة خلايا الدم الحمراء الموجودة فى مجرى الدم . وحيث أن الأكسجين لا يمكن أن يدخل مباشرة إلى الدم من خلال الجلد لذا يوجد نظام معقد فى الرئتين لامتصاصه من الهواء ونقله إلى مجرى الدم .

ما الذى يجعلك تتنفس ؟

يحصل الطفل قبل ولادته على الأكسجين من دم والدته وتكون رئتاه ممتلئتان بالسائل . ولكن يتوجب عليه منذ لحظة ولادته أن يسحب الهواء إلى داخل رئتيه ويحصل على الأكسجين لنفسه .

يتلقى مركز التنفس الموجود فى المخ باستمرار إشارات من الجسم بخصوص كمية الأكسجين المطلوبة ويعتمد ذلك على مقدار نشاطك . فعلى سبيل المثال , عندما تكون نائما فانك سوف تحتاج إلى كمية أكسجين أقل بكثير مما تحاجه عندما تكون راكضا لتلحق بحافلة . ولهذا يكون تنفسك أكثر بطأ .

بمجرد معرفة المخ لكمية الأكسجين المطلوبة فانه يرسل رسائل عبر الأعصاب إلى عضلات التنفس لسحب كمية الهواء المطلوبة إلى داخل الرئتين .

كيف تتنفس ؟

عندما تأمرك الأعصاب الواصلة إلى عضلات التنفس بالشهيق فان الحجاب الحاجز يسحب ليصبح مسطحا وفى نفس الوقت تتقلص العضلات الموجودة بين الضلوع وتسحب القفص الصدرى لأعلى وللخارج . ذلك يكفل للرئتين أكبر حيز ممكن لكى تتمددان وتسحبان الهواء إلى داخلهما .

كل مرة تتنفس فيها يتم سحب الهواء إلى داخل أنفك أو فمك ثم يمر أسفل عبر الحلق إلى الرغامى . الرغامى هو أنبوب طوله عند البالغين من أربع إلى خمس بوصات ويتفرع إلى أنبوبين هوائيين أصغر منه يسميان بالقصبتين وتتجه إحداهما إلى الرئة اليسرى والأخرى إلى الرئة اليمنى .

يمر الهواء خلال القصبتين اللتين تنقسمان مرة أخرى من 15 إلى 25 مرة إلى آلاف من المسالك الهوائية الأصغر فالأصغر , التى تسمى القصيبات , حتى يصل الهواء إلى الحويصلات .

عملية الزفير هى مجرد استرخاء للحجاب الحاجز والعضلات الموجودة بين الضلوع بحيث يتم دفع الهواء للخارج وعودة الرئتان إلى حجمها الأصلى .

كيف يصل الأكسجين إلى مجرى الدم ؟

ينتقل الأكسجين الموجود داخل الحويصلات عبر الجدران الرقيقة للشعيرات ( الأوعية الدموية الدقيقة ) إلى الدم حيث تلتقطه المواد الكيميائية الموجودة فى خلايا الدم الحمراء استعدادا لحمله إلى جميع أجزاء الجسم .

فى نفس الوقت تخرج نواتج الفضلات من الجسم ، على شكل ثانى أكسيد الكربون ، استعداد لطردها مع الزفير .

ينتقل الدم الممزوج توا بالأكسجين من الرئتين إلى الجانب الأيسر للقلب الذى يضخه إلى جميع أجزاء الجسم خلال الشرايين . بمجرد استهلاك الأكسجين يعود الدم خلال الأوردة إلى الجانب الأيمن للقلب حيث يتم ضخه إلى الرئتين لكى يتم تنقيته من ثانى أكسيد الكربون وسحب المزيد من الأكسجين .

ماذا تفعل الرئتان غير ذلك ؟

يدخل ويخرج من الرئتين كل يوم 10 ألاف لتر من الهواء حامله معها الجراثيم والأجسام الغريبة الأخرى وكذلك الأكسجين لذا توفر الرئتان جهازا دفاعيا طبيعيا وكيميائيا لاختبار ومنع المواد غير المرغوب فيها من دخول الجسم .

تبطن القصيبات بشعيرات دقيقة تساعد فى دفع المواد غير المرغوب فيها إلى الفم . كما أن المخاط الذى يتولد على جدران المسالك الهوائية يساعد فى الحفاظ على نظافتها وتزليقها بشكل جيد .

تحتوى الخلايا الموجودة فى الرئتين على إنزيمات تحدث تغيرات كيميائية فى الدم . إن البنية الدقيقة للرئتين مكيفة بشكل بديع لأداء مهمة التنفس المعقدة وفى نفس الوقت المساعدة على حماية الجسم من الهجوم الخارجى .

قد لا ندرى فى معظم الأحيان أن رئتينا تعملان ولكنهما قد يتلفان بطرق شتى ويصبحان أقل فاعلية فى سحب الأكسجين من الهواء والتخلص من الفضلات على شكل ثانى أكسيد الكربون .