عدد المساهمات : 334 تاريخ الميلاد : 18/11/1972 تاريخ التسجيل : 22/09/2010 العمر : 52
موضوع: أدعية الحج والعمرة الأحد أكتوبر 17, 2010 6:13 am
أدعـيـة الـحـج والـعمـرة
تعـريـفـه
الدعاء عبادة ، وهو في الحقيقة تعبير عملي عن يقظة الضمير ، والشعور بالحاجة إلى تأييد الله وعونه .
لذلك ورد الأمر به في القرآن والسنة .
[ سورة غافر آية 60 ]
[ سورة البقرة آية 186 ]
وقد روي عن النبي أنه قال : لا يرد القضاء إلا الدعاء [ سنن الترمذي ]. وقال : الدعاء هوالعبادة [ رواه أحمد بن حنبل ] .
ولا شك أنه من أعظم دواعي إجابة الدعاء : إخلاص القلب ، وطهارة النفس ، وطيب الكسب ، والإعراض عن الدنيا والإقبال على الله .
والإنسان في أيام الحج وقت أداء المناسك يكون أكثر استعداداً للاتصاف بالأوصاف التي ذكرت ، مما يجعل الإنسان أكثر تعرضاً لرحمة الله وإجابة دعائه .
لذلك كله شرع الدعاء في أيام الحج واستحب الإكثار منه رغبة ورهبة ، خوفاً وطمعاً .
ولا شك أن أفضل الدعاء ما كان مأثوراً ، في كتاب الله مثل
[ سورة البقرة آية 201 ]
أو في السنة ، مثل قوله : أنه كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر ، كبر ثلاثاً ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوعنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب في المال والأهل [ رواه مسلم ] .
وهناك أدعية كثيـرة في مناسك الحج ولكنها ليست كلها مما يصح نسبتها إلى رسول الله ، بل أكثرها لم يصح عنه ، وإنما استحبـها السلف الصالح ورويت عن كثير من العلماء ، والصالحين ، فجاز للمسلم أن يدعو بها على أنها دعاء ، أو أن يدعو بغيرها مما ينشرح له صدره وتطيب له نفسه غير ملتزم بدعاء معين .
مـن الأدعـيـة فـي الـحـج
عند الإحرام :
لو قال الحاج بعد التلبية : « اللهم لك أحرم نفسي وشعري وبشري ، ولحمي ودمي » كان ذلك حسناً .
إذا رأى شيئاً أعجبه :
وإذا رأى شيئاً أعجبه بعد إحرامه قال : « لبيك إن العيش عيش الآخرة » اقتداء برسول الله .
إذا وصل إلى حرم مكة :
وإذا وصل الحاج إلى مكة استحب له أن يقول : «اللهم هذا حرمك وأمنك ، فحرمني على النار ، وآمني من عذابك يوم تبعث عبادك ، واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك ».
إذا دخل مكة ووقع بصره على الكعبة :
وإذا دخل مكة ووقع بصره على الكعبة استحب أن يقول : « اللهم زد البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابةً ، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه ، أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً ،اللهم أنت السلام ومنك الـسـلام ، فـحينا ربنا بالسلام ».
عند الطواف :
ويقول عند البدء بالطواف : « باسم الله والله أكبر ، اللهم إيماناً بك ، وتصديقاً بكتابك ، ووفاء بعهدك ، واتباعاً لسنة نبيك عليه الصلاة والسلام » .
ويقول في رمله - بالنسبة للرجل - في الأشواط الثلاثة : « اللهم اجعله حجاً مبروراً ، وذنباً مغفوراً ، وسعـياً مشكوراً » . ويقول في الأشواط الأربعة الباقية : « اللهم اغفر وارحم ، واعف عما تعلم ، وأنت الأعز الأكرم ، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار » .
عند السعي :
يستحب على الصفا أن يستقبل القبلة ويقول : « الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أولانا ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، اللهم إنك قلت ادعوني أستجب لكم ، وإنك لا تخلف الميعاد ، وإني أسألك كما هديتني إلى الإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم » . ويقول ذلك على المروة أيضاً .
ومن الأدعية المستحبة في السعي أيضاً :« اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والفوز بالجنة والسلامة من كل إثم ، والنجاة من النار ، اللهم إني أسألك التقى والعفـاف والغنى » .
في عرفات :
يستحب الإكثار من الدعاء يوم عرفة لحديث : خير الدعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير [ رواه الترمذي ] .
في المزدلفة والمشعر الحرام :
[ سورة البقرة آية 198 ]
ويستحب أن يقول : « اللهم إني أسألك أن ترزقني في هذا المكان جوامع الخير كله ، وأن تصلح شأني كله ، وأن تصرف عني الشر كله ، فإنه لا يفعل ذلك غيرك ، ولا يجود به إلا أنت » .
بمنى يوم النحر :
يستحب أن يقول إذا انصرف من المشعر الحرام ووصل منى « الحمد لله الذي بلغنيها سالماً معافى ، اللهم هذي منى قد أتيتها وأنا عبدك، وفي قبضتك ، أسألك أن تمن علي بما مننت به على أوليائك ، اللهم إني أعوذ بك من الحرمان والمصيبة في ديني يا أرحم الراحمين » .
بمنى أيام التشريق :
قال رسول الله : أيام التشريق أيام كلها أكل وشرب وذكر لله تعالى [ رواه مسلم ]. فيستحب الإكثار من الأذكار ، وأفضلها قراءة القرآن ، ويستحب أن يقف عند الجمرة الأولى مستقبلاً الكعبة ، ويحمد الله ويكبره ويهلل ويسبح ، ويدعو مع حضور القلب وخشوع الجوارح .
عند شرب ماء زمزم :
قال رسول الله : ماء زمزم لما شرب له [ رواه ابن ماجه ] .ويستحب أن يقول : «اللهم إنه قد بلغني أن رسول الله قال : ماء زمزم لما شرب له»[ رواه ابن ماجه ].« اللهم إني أشربه لتغفر لي ولتفعل كذا وكذا مما يحب أن يدعو به » .
الـخـلاصـة
هذه بعض أدعية مختارة من كتاب الأذكار للإمام النووي رحمه الله تعالى ، وأكثرها كما يظهر من أقوال السلف الصالح ، وأدعية العلماء المؤمنين دعوا بها وأرادوا أن يعلموها الناس وعلى الأخص العوام منهم ؛ ليدعوا بها في تلك الأماكن الطاهرة وفي تلك الحالات الخاشعة ؛ علماً بأن المأثور عن رسول الله من ذلك قليل ، ولا يصح أن يعتقد الإنسان أن هذه الأدعية هي سنة النبي وأقواله ، بل هي أدعية مرسلة يصح أن يدعو بها الإنسان ويدعو بغيرها مما يشاء .