عدد المساهمات : 334 تاريخ الميلاد : 18/11/1972 تاريخ التسجيل : 22/09/2010 العمر : 52
موضوع: كـيـف تـحـج......؟ الأحد أكتوبر 17, 2010 6:08 am
كـيـف تـحـج
نستعرض الآن أفعال الحج بشكل متسلسل ، كي يسهل على المرء المسلم أداء هذه الفريضة العظيمة : يبدأ المسلم رحلة الحج بأن يؤدي ما عليه من واجبات ، فإن كان عليه دين أداه إلى صاحبه ، أو استأذن منه في السفر إلى الحج ، وإن كان قد آذى مسلماً تحلل منه ، وطلب منه المسامحة . يتعلم قبل سفره ما لا بد منه من أحكام الحج ، وقد عد الإمام الغزالي هذا التعلم فرض عين على كل من أراد أداء هذه الفريضة . إذا أراد أن يحرم يغتسل أولاً ، ثم يلبس ثياب الإحرام وهي إزار ورداء غير مخيطين بالنسبة للرجل ، والمرأة تلبس ما يغطي جسدها كله ما عدا الوجه والكفين ، ثم يصلي ركعتين سنة الإحرام ، ثم يتوجه إلى القبلة ويقول : «لبيك اللهمبحج » ، ناوياً ذلك بقلبه أيضاً ، هذا إذا أراد الدخول في الحج ، وإذا أراد الدخول في العمرة قال : «لبيكاللهمبعمرة» ، فإذا فعل ذلك صار محرماً بالنسك وحرم عليه فعل محرمات الإحرام ، فإن فعل شيئاً من هذه المحرمات ترتب عليه الفدية ، وأما الجماع منها فإنه مفسد للحج وموجب للفدية . إذا كان سفره بالطائرة استحسن أن يبدأ بالإحرام عند قيام الطائرة ، خشية أن تكون لسرعتها تتجاوز الميقات من غير إحرام ، فيلزم الإنسان دم لذلك . إذا أحرم بالنسك سُن له أن يقول :«اللهم أحرم لك شعري وبشري ولحمي ودمي »،وسُن له التلبية ، وخاصة إذا صعد مرتفعاً أو هبط وادياً أو التقى برفقة ، والتلبية أن يقول :« لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك »، والمرأة في ذلك كالرجل ؛ إلا أنها لا يجب عليها خلع المخيط ، ولا ترفع صوتها بالتلبية ، إذا شارف المحرم دخول مكة سُن له أن يغتسل لدخول مكة ، والأفضل الاغتسال عند بئر ذي طوى . أن يتجه فور وصوله مكة إلى البيت الحرام قاصداً طواف القدوم ، إن كان قد نوى الحج ، وإن كان معتمراً نوى بالطواف طواف العمرة ، وعند مشاهدته الكعبة المشرفة يرفع يديه مكبراً وداعياً بهذا الدعاء : « اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة ، وزد من شرفه وعظمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتعظيماً وتكريماً وبراً ، اللهم أنت السلام ومنك السلام ، فحينا ربنا بالسلام » . ثم يدعو بما شاء ويستحب أن يدخل المسجد من باب بني شيبة ؛ لأن النبي دخل منه . ثم يتقدم إلى الكعبة المشرفة ويبتدئ الطواف من عند الحجر الأسود ، ويستلمه بيده أو يقبله إن استطاع وهذا سنة ، وإن لم يستطع أشار إليه من بعيد . ثم يستمر بالطواف من عند الحجر الأسود جاعلاً الكعبة عن يساره ، وكلما وصل إلى الحجر الأسود فقد أتم طوفة . وهكذا يفعل ذلك سبع مرات ؛ لأن الطواف سبعة أشواط . ويجب في الطواف ستر العورة ، والطهارة من الحدث والنجس ، فلو أحدث في أثناء الطواف تطهر وبنى ، ويجب أن يكون الطواف خارج البيت الحرام ، فلو دخل من إحدى فتحتي حجر إسماعيل - وهو المحوط بجدار قصير - وخرج من الفتحة الأخرى لم تحسب له الطوفة ؛ لأن الحجر من البيت الحرام . ويسن في الطواف أن يقول في أول طوافه : «بسم الله والله أكبر ، اللهم إيماناً بك ، وتصديقاً بكتابك ، ووفاء بعهدك ، واتباعاً لسنة نبيك » . وليقل قبالة باب الكعبة ؛ «اللهم إن البيت بيتك ، والحرم حرمك ، والأمن أمنك ، وهذا مقامالعائذ بك من النار » . وليقل بين الركنين اليمانيين : «ربنا آتنا في الدنياحسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار » . ثم يدعو أثناء طوافه بما شاء . ويُسن أن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى إن كان يعقب هذا الطواف سعي، والرمل : الإسراع في المشي مع تقارب الخطوات ، ويمشي في الأشواط الأربعة الباقية ، وليقل في رمله : «اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وسعياً مشكوراً » . ويُسن أيضاً أن يضطبع في جميع طواف يعقبه سعي ، والاضطباع هو أن يجعل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن مع كشفه ، ويجعل طرفيه على منكبه الأيسر ، والرمل والاضطباع خاص بالذكر ، أما المرأة فلا ترمل ولا تضطبع . ويسن في الطواف أن يكون قريباً من البيت الحرام بأن يجعل بينه وبين البيت ثلاث خطوات ، إلا أن يتأذى بالقرب فالبعد أفضل . أما المرأة فيسن لها أن تكون في حاشية المطاف إن كان ازدحاماً. ويسن استلام الركن اليماني إن أمكن وإلا اكتفي بالإشارة من بعيد ، ولم يرد في الركن اليماني سنة في تقبيله . هذا وأركان الكعبة أربعة : الركن الذي فيه الحجر الأسود - يليه حال الطواف الركنالعراقي - ثم الشامي - ثم اليماني . ويطلق على هذا والركن الذي فيه الحجر اسم الركنين اليمانيين . إذا انتهى من طوافه صلى خلف مقام إبراهيم ركعتين سنة الطواف ، يقرأ في أولاهما « قل يا أيها الكافرون» ويقرأ في الثانية« قل هو الله أحد ».وبعد الانتهاء من الركعتين يأتي فيقبل الحجر الأسود أو يستلمه إن أمكن ذلك . ثم يخرج من باب الصفا للسعي ويصعد على الصفا مبتدئاً بالسعي ، فإذا ارتقى على الصفا قال : « الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أولانا ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون » ثم يدعو بما شاء من أمور الدين والدنيا . ويُسن أن يعيد الذكر والدعاء ثانياً وثالثاً ،ثم ينحدر من الصفا ويمشي حتى يأتي العلم الأخضر فيرمل حتى يصل إلى العلم الثاني فيمشي حتى يصل إلى المروة فهذا شوط ، ثم يعود من المروة إلى الصفا وهذا شوط ثانٍ ، والفرض أن يسعى سبعة أشواط ، والرمل في السعي سنة للرجل أما المرأة فلا يسن في حقها الرمل كالطواف . ويسن أن يقول الساعي أثناء سعيه : «رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت الأعز الأكرم » ، والواجب الافتتاح بالصفا والاختتام بالمروة ، والسعي لا يكون إلا بعد طواف قدوم أو طواف ركن ،إذا انتهى من السعي فإن كان قد أحرم بالعمرة حلق شعره أو قصره ، وقد انتهى من عمرته، وإن كان قد أحرم بالحج لم يتحلل بل يبقى محرماً ، ويمكث في مكة هكذا إلى يوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية . إذا كان يوم التروية أحرم بالحج إن لم يكن محرماً ، ثم مضى الحجاج جميعهم إلى منى ليبيتوا في منى تلك الليلة . والخروج إلى منى يوم الثامن سنة لا يضر تركها بالحج . إذا كان صباح يوم التاسع بعد طلوع الشمس توجه الحاج من منى إلى عرفات ، والسنة أن لا يدخل الحاج عرفات إلا بعد زوال الشمس ، بل السنة أن يقيم بنمرة إلى ما بعد دخول وقت الظهر ، ويصلي الظهر مع العصر مجموعة جمع تقديم . ثم يدخل عرفة ويمكث فيها إلى غروب الشمس ، وفي عرفات يذكر الحاج ربه ويدعوه بما يشاء ، ويكثر من التهليل ، والوقوف بعرفة ركن لا بد منه . وقد وردت أدعية كثيرة يدعى بها في ذلك اليوم العظيم الذي هو أعظم الأيام : منها :«اللهم اجعل في قلبي نوراً ، وفي سمعي نوراً ، وفي بصري نوراً ، اللهم اشرح ليصدري ويسر لي أمري » ومنها : «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ، اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة ، واكفني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمن سواك ، ونور قلبي وقبري ، واهدني وأعذني من الشر كله ، واجمع لي الخير ، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى » . ومنها : « اللهم إنك ترى مكاني ، وتسمع كلامي ، وتعلم سري وعلانيتي ولا يخفى عليك شيء من أمري ، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير ، الوجل المشفق ، المقر المعترف بذنبه ، أسألك مسألة المسكين ، وابتهل إليك ابتهال المذنب الذليل ، وأدعوك دعاء الخائف الضرير ، من خشعت لك رقبته ، وذل لك جسده ، وفاضت لك عينه ، ورغم لك أنفه » . إذا غربت الشمس قصدوا مزدلفة ، ويكفي في الوقوف بعرفة حضور لحظة من زوال الشمس إلى فجر يوم العيد ففي أي وقت من ذلك وقف كفاه ، ولكن الأفضل الجمع بين جزء من النهار وجزء من الليل . إذا وصل الحاج إلى مزدلفة صلى فيها المغرب والعشاء مقصورة مجموعة جمع تأخير ، ويجب أن يبقى فيها إلى ما بعد منتصف الليل ، فإن خرج منها قبل منتصف الليل وجب عليه دم . ويسن أن يلتقط من منى حصى الرمي ، وهي حصى صغيرة ، ثم يصلي الفجر ، ثم يأتي حتى يقف عند المشعر الحرام - وهو جبل صغير آخرمزدلفة - ويدعو الله عنده ، ويكون من جملة دعائه : « اللهم كما أوقفتنا فيه وأريتنا إياه ، فوفقنا لذكرك كما هديتنا ، واغفر لنا وارحمنا كما وعدتنا بقولك وقولك الحق »
[ سورة البقرة الآيات 198 - 199 ] والوقوف عند المشعر الحرام سنة . ويسن أن يبقى واقفاً عند المشعر الحرام مستقبل القبلة إلى الإسفار - وهوطلوع الضوء من المشرق بمقدار ما تتعارف الوجوه - ، ثم يسيرون ليصلوا إلى منى بعد طلوع الشمس . إذا وصل الحاج إلى منى وجب عليه أن يرمي جمرة العقبة ، وهي الجمرة الكبرى التي في غرب منى عند فم الطريق إلى مكة . ويسن أن يقف عند الرمي مستقبل الجمرة ومنى عن يمينه ومكة عن يساره ، ويقطع التلبية عند الرمي . ويسن أن يكبر مع كل حصاة ، فيقول : « الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهأكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر والله أكبر ولله الحمد». ويسن أن يرمي بيده اليمنى رافعاً لها حتى يبدو بياض إبطيه، أما المرأة فلا ترفع يدها ، ويجب أن يصيب الحصى المرمى ، فإن لم تصب حصاة المرمى لم تحسب . إذا انتهى الحاج من الرمي ذبح هديه إن كان معه هدي ، والهدي : ما يسوقه الحاج من النعم ليهديه لمكة وحرمها تقرباً إلى الله تعالى ، ثم يحلق شعره أو يقصر ، والأفضل للرجل الحلق ، وللمرأة التقصير ، والحلق أو التقصير ركن من أركان الحج ، فإذا رمى وحلق فقد تحلل الأول ، وحل له ما كان محرماً عليه من لبس ثياب وتطيب وما أشبه ذلك ، ولم يبق محرماً عليه إلا النساء ، ثم بعد الحلق يأتي مكة ويطوف حول البيت سبع مرات طواف الإفاضة ، وهذا الطواف ركن لا يتم الحج إلا به . ثم يسعى إن لم يكن قد سعى سعي الحج بعد طواف القدوم ، فإذا رمى الحاج وحلق وطاف طواف الإفاضة فقد حل له جميع ما كان محرماً عليه للإحرام حتى النساء وعقد الزواج ، ثم يرجع إلى منى ليبيت فيها ، والمبيت بمنى واجب عليه دم إن تركه . وبعد زوال الشمس عن وسط السماء أي عند دخول وقت الظهر ، يدخل وقت الرمي ، فيرمي الجمرة الأولى بسبع حصيات ، ثم الجمرة الوسطى ، ثم جمرة العقبة ويجب ترتيب الجمرات في الرمي . ثم يبيت في منى الليلة الثانية ، فإذا دخل وقت الظهر ، دخل وقت الرمي ، فيرمي الجمرة الأولى ثم الجمرة الثانية ثم جمرة العقبة ، فإذا انتهى من هذا الرمي رمي اليوم الثاني من أيام التشريق جاز له أن يتعجل وينزل إلى مكة وقد انتهت أعمال الحج . لكن يجب عليه في هذه الحال أن يغادر منى قبل غروب الشمس ، فإن غربت وهو في منى وجب عليه أن يبيت الليلة الثالثة ، فإذا كان وقت الظهر رمى ثم نزل إلى مكة . إذا أراد الحاج الرجوع إلى أهله طاف بالبيت الحرام طواف الوداع ، وهذا الطواف واجب ، إن تركه كان عليه دم ، إلا الحائض فإنها تنفر بلا طواف وداع فهو ساقط عنها ، ويجب أن لا يتأخر عن السفر بعد طواف الوداع ، فإن مكث في مكة بعده كان عليه أن يعيده . ويسن شرب ماء زمزم وينوي عند شربه ما يريد من خير ، ويسن استقبال القبلة عند شربه .